رغم الهدوء النسبي مؤخرا من قبل أنقرة وكفها عن الاعتداءات التي تمارسها ضد العراق بعد “مجزرة زاخو”، إلا أن ذلك لم يمنع من الكشف عند حجم الاعتداءات التركية على الأراضي العراقية بين عامي 2015 و2021، فما هي التفاصيل؟

فريق كردستان العراق “سي بي تي”، وبالتعاون مع تحالف المجتمع المدني الدولي لإنهاء القصف عبر الحدود، نشر اليوم الخميس، دراسة معمقة حول اعتداءات الجيش التركي على الأراضي العراقية.

بحسب الدراسة، فإن الجيش التركي نفّذ في الفترة من آب / أغسطس 2015 إلى كانون الأول / ديسمبر 2021، أكثر من 4000 غارة جوية ومدفعية وبرية في إقليم كردستان وشمال العراق⁦.⁩

55 مدنيا

الدراسة أضافت، أنه منذ ما يقرب من 7 سنوات، استهدف الجيش التركي المدنيين بـ 88 هجوما، ومن آب/ أغسطس 2015 إلى كانون الأول/ ديسمبر 2021 ، قتل 98 إلى 123 مدنيا وجرح 134 إلى 161 آخرين، ومن بين هؤلاء ، قتل 55 مدنيا أثناء قيامهم بالزراعة أو الرعي.

وأشارت الدراسة التي تابعها “الحل نت”، إلى أن 87 بالمئة من القتلى رجال و13 بالمئة نساء. 6 من القتلى على الأقل هم من الأطفال.

وأوضحت الدراسة، أن “تركيا تستهدف المدنيين بالأسلحة التي قدمتها لها الولايات المتحدة الأميركية وإيطاليا وإسبانيا”.

الدراسة لفتت، إلى أنه “بين عامي 2015 و2020، باعت الحكومة الإيطالية 57 مروحية عسكرية من طراز “أي 129 سي مانجوستا” إلى تركيا، لاستخدامها في معظم الهجمات على المدنيين الأتراك”.

آخر اعتداء تركي، كان على مصيف “برخ” في قضاء زاخو بمحافظة دهوك بالمدفعية التركية، أواخر تموز/ يوليو الماضي، راح ضحيته 9 قتلى من الإناث والذكور الشباب، بينهم طفلة عمرها سنة واحدة، و23 جريحا، كلهم من المدنيين، قدموا إلى دهوك من وسط وجنوب العراق بهدف السياحة.

296 مذكرة احتجاج

نتيجة الاعتداء التركي الأخير، استقدمت الحكومة العراقية وقتئذ، القائم بالأعمال العراقي من أنقرة “لغرض المشاورة”، وأوقفت إجراءات إرسال سفير جديد إلى تركيا.

وطالب المجلس الوزاري العراقي، تركيا بتقديم اعتذار رسمي، وسحب قواتها العسكرية من جميع الأراضي العراقية، وقال إنه سينسق مع حكومة إقليم كردستان بشأن أخذ إجراءات حاسمة لمنع الانتهاكات.

يجدر بالذكر، أن الخارجية العراقية قدّمت 296 مذكرة احتجاج على الاعتداءات التركية منذ عام 2018 وحتى تاريخ اعتداء “مصيف برخ”، وأُدرجت جميعها في شكوى مقدمة إلى “مجلس الأمن الدولي” ضد تركيا.

الاعتداء التركي على زاخو لم يكن الأول من نوعه، فهو جاء ضمن أحدث عملياتها العسكرية التي أطلقتها في 18 نيسان/ أبريل الماضي، باسم “مخلب القفل”، حيث أنزلت مروحيات تركية وقوات خاصة، وأقامت نقاط أمنية بالأراضي العراقية وإقليم كردستان، رغم التنديد والرفض الإقليمي والدولي.

وفق الذرائع التركية، يدفع العراق جزءا من سيادته ثمنا على مر الصراع الطويل لأنقرة “حزب العمال الكردستاني” المتواجد في شمال العراق، حيث شهدت الأعوام الماضية عمليات عسكرية متكررة يشنها الجيش التركي في أراضي إقليم كردستان العراق.

عمليات “سرية”

في 2018 طالبت منظمات حقوقية بإجراء تحقيق في عمليات عسكرية “سرية” نفذتها تركيا ضد “العمال الكردستاني” في شمال العراق وأراضي إقليم كردستان، معتبرة أنها تنتهك قوانين الحرب المرعية دوليا.

في عام 2019 تجددت الهجمات التركية على أراضي إقليم كردستان، لتبدأ أنقرة الإعلان عن كل عملية في أسلوب جديد للحرب ضد عناصر “حزب العمال”، وذلك في انتهاك متعمد لسيادة العراق، بحسب مراقبين.

وعلى هذا النحو، أطلقت القوات التركية عملية “المخلب” في أيار/ مايو 2019، واستخدمت قذائف المدفعية، وهجمات جوية ضد مسلحي “العمال الكردستاني” في شمال العراق.

وما أن مر عام تقريبا، وتحديدا في حزيران/ يونيو 2020، أطلقت تركيا عملية جوية وبرية أخرى أسمتها “مخلب النسر”، قبل أن تستهل العام 2021 بعدة عمليات ضد “حزب العمال”، إذ نفذت في شهر شباط/ فبراير من ذات العام، عملية أطلق عليها اسم “مخلب النسر-2″، عبر ضربات جوية، ونشر جنود أتراك جرى حملهم بالمروحيات، ما أثار ردود فعل سياسية واسعة باعتباره انتهاكا للسيادة العراقية.

يذكر أن العمليات العسكرية التركية، تسببت -ولا تزال- بسقوط العشرات من القتلى والجرحى المدنيين من سكان المناطق الحدودية العراقية، فضلا عن إحداث أضرار كبيرة بالممتلكات العامة والخاصة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.