خطوة غير متوقعة ونادرة من قبل ترايسي شمعون، بإعلانها الترشح لرئاسة جمهورية لبنان، اليوم الاثنين، غير أن السؤال هو هل تنجح السفيرة السابقة في الوصول إلى قصر بعبدا خلفا للرئيس الحالي ميشال عون؟

أعلنت سفيرة لبنان السابقة لدى الأردن ترايسي شمعون، الاثنين ترشحها الى الانتخابات الرئاسية اللبنانية، المقررة بعد شهرين، في ترشح نادر لامرأة وسط بلد تُحدد فيه التسويات بين القوى السياسية رئيس البلاد.

شمعون اعتبرت في مؤتمر صحفي لها، أن عدم تَوافق الرئاسات الثلاث يؤدي الى التعطيل، مردفة أن الكيديات السياسية التي دفعت بيروت ثمنها اقتصاديا واجتماعيا، منعت إجراء إصلاحات عدّة.

وقالت: “التَوافقَ لا يعْني أنْ نتنازل عن الصلاحيات والحقوق، بل دور رئيس الجمهورية أن يضمَن التعايش بسلام بين كافّة مكونات الوطن”.

أولوية شمعون

شمعون تابعت، أنها رفضت أنْ أتكون شاهدة زور على انفجار “مرفأ بيروت”، وأعلنت أنه وبدافِع غيرتها على لبنان واللبنانيين جاءت بتواضع لتكرِس نفسها لخدمة لبنان، عبر الإعلان عن ترشحها لرئاسة الجمهورية.

وأردفت شمعون: “سأعمل لايجاد قواسم مشتركة بين جميع القوى السياسية بِهدف تحييد لبنان عن الصراعات الخارِجية، وفك أَسر الشعب مِن التجاذبات الداخليّة العقيمة، فرؤيتي للرئاسة قادرة أنْ تعطي حلولا للمشاكل التي يرزح تحت عبْئها الوطن وتضمن تحسين علاقة لبنان بالدول العربية.”

السفيرة اللبنانية السابقة، شددت على أن “لبنان لا يمكن أنْ يحكم من أحد أو ضدّ أحد، انما عبر مؤسساته الدستورية ودعم الجيش والقوى الأمنية وقضاء مستَقل يضمَن للناس محاكمات عادلة”.

وأكدت شمعون، التمسّك بِسيادة لبنان واستقلاله واستحداث سْتراتيجيّة دفاعية واضحة الَمعالم، “وهذا المَوْضوعَ لا يعالج بالتَحدي والاستقواء والرِهانات الخارِجية”، بحسب تعبيرها.

شمعون أردفت، أن الأولوِيّة في المرحلة المقبلة تأليف الحكومة؛ لاستعادة الثقة بمستقبل لبنان الاقتصادي من قبل جميع اللُبنانيين والدول التي ترغب مُساعدة لبنان.

من هي شمعون؟

ترايسي شمعون، هي كاتبة وناشطة سياسية تنحدر من أصول لبنانية وأوروبية. هي ابنة الزعيم السابق لـ “حزب الوطنيين الأحرار”، داني شمعون وحفيدة الرئيس اللبناني السابق كميل شمعون.

والدة شمعون، هي الممثلة الأسترالية الراحلة باتي مورغان. وتحمل الجنسية البريطانية، وكانت ممثلة عارضة أزياء أسترالية.

اغتيل والد ترايسي شمعون مع زوجته وطفليه داخل منزلهم عام 1990. واتهم “حزب القوات اللبنانية” بزعامة سمير جعجع باغتيالهم، وأمضى جعجع 11 عاما في السجن.

في 20 تموز/ يوليو 2017، عينت شمعون سفيرة لدولة بنان لدى الأردن، وأعلنت استقالتها بتاريخ 6 آب/ أغسطس 2020، كرد فعل على الوضع في لبنان بعد انفجار “مرفأ بيروت” في 3 آب/ أغسطس من ذات العام.

ويعد ترشح شمعون للمنصب خطوة نادرة تقوم بها امرأة لبنانية، سبقتها لذلك المحامية نادين موسى غير المعروفة في المجال السياسي بترشحها للانتخابات الرئاسية في عام 2014.

شغور في المنصب؟

في 2004، أعلنت النائبة السابقة نايلة معوض نيتها الترشح للمنصب قبل تطورات دراماتيكية شهدتها البلاد في حينها، أبرزها اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، وتم خلالها التمديد للرئيس إميل لحود آنذاك.

وتتوزّع الرئاسات الثلاث في لبنان على قاعدة طائفية، عبر منح رئاسة الجمهورية للموارنة من المسيحيين، ورئاسة مجلس النواب للشيعة، ورئاسة مجلس الوزراء للسنة.

وانتخب الرئيس الحالي ميشال عون في تشرين الأول/ أكتوبر 2016 رئيسا للجمهورية بعد عامين ونصف من شغور المنصب، بدعم من “حزب الله”، القوة السياسية والعسكرية النافذة في البلاد، في إطار تسوية سياسية بين أبرز زعماء الطوائف.

ومن شأن الوضع في لبنان الغارق منذ 3 سنوات في انهيار اقتصادي غير مسبوق، أن يتدهور أكثر في حال حصول شغور في منصب الرئاسية مجددا، كون ذلك سيزيد من شلل المؤسسات الرسمية المنهكة أساسا.

وتنتهي ولاية عون في نهاية تشرين الأول/أكتوبر المقبل، ويرجح عدم إجراء الانتخابات الرئاسية بعد شهرين في موعدها؛ بسبب عمق الأزمة السياسية والانقسامات في البلاد، وعدم اتفاق القوى السياسية على اسم الرئيس المقبل.

باسيل وفرنجية

لم تتمكن القوى السياسية التقليدية حتى الآن من تشكيل حكومة لبنانية جديدة إثر الانتخابات النيابية التي جرت في أيار/ مايو الماضي.

ويخوض رئيس “التيار الوطني الحر” اللبناني، جبران باسيل، في الخفاء والعلن معركة التوريث الرئاسية التي تقف على أعتابها لبنان.

باسيل متزوج من شانتال ابنة الرئيس اللبناني الحالي عون، الذي يسعى لتذليل العقبات أمام صهره لقبول الأحزاب الحليفة تزكيته للمنصب المخصص للمسيحيين المارونيين.

كذلك يتم طرح اسم رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية، كمرشح لرئاسة الجمهورية المقبلة، خاصة وأن رئيس “حركة أمل” نبيه بري، عبّر عن دعمه لفرنجية في انتخابات 2016، قبل أن يحسم “حزب الله” الأمر لصالح عون، إلا أن محللين يؤكدون أن هذا السيناريو لن يعاد في الانتخابات الرئاسية المرتقبة لصالح جبران باسيل.

وفي انتخابات 2016، انتخب “حزب الله” ميشال عون رغم أن حليفته الشيعية “حركة أمل” رفضته ودفعت باتجاه انتخاب فرنجية رئيسا للبنان، لكن “حزب الله” استطاع في نهاية المطاف تمرير رؤيته للشخص الأقدر على تأمين مصالحه في ذلك الوقت.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.