بعد سنوات من نزوح 850 ألف عائلة عراقية من ديارها جراء سيطرة تنظيم “داعش” على مساحات شاسعة من البلاد، وفقا لأرقام رسمية، وما تبعها من عمليات أمنية ضد التنظيم، أكد وكيل وزارة الهجرة والمهجرين كريم النوري، اليوم الجمعة، أنه لم يتبقى من العوائل النازحة سوى 37 ألف عائلة في المخيمات.


النوري قال في تصريح لشبكة “رووداو” وتابعه موقع “الحل نت”، إن “بعض التخصيصات فيها أولويات، إذ لدينا بعض المبالغ خصصت للقضايا الاساسية”، لافتا إلى “افتراض أن تكون لدينا رؤيا، خاصة بشأن القروض الميسرة، وتوفير الجو الأمن في سنجار لعودة النازحين”.

ولربما أن، ما يعيق عودة بقية النازحين إلى ديارهم، هو تعدد أصناف القوى الأمنية، بحسب النوري، الذي بين بالقول: “أنا التقيت بالكثير منهم في مخيمات إقليم كوردستان، وأغلبهم من سنجار كانوا يؤكدون عندما يكون هناك وضع أمني معين، فإننا سوف نعود إلى أراضينا”.

وتركز أولوية وزارة الهجرة في الوقت الحالي، على عودة النازحين ضمن الظروف الممكنة، وفقا للنوري، الذي أشار إلى أن، الوزارة “توفر كل إمكانيات العودة، أما الإجراءات التي تتعلق بالأمر الأمني والتدقيق، فهي خارج عن إدارتها، ومع ذلك تسعى لعودتهم ولم تفرق بين أحد سواء من سنجار أو تكريت أو كل محافظات العراق”، على حد قوله.

وكيل وزارة الهجرة والمهجرين يرى، أن “معاناة أهل سنجار تحتم على وزارته التقديم لهم ما يمكن تقديمه”، مبينة: “أنا على تواصل بالمخيمات ونسعى لعدم التقصير مع المظلومين، وأي أموال مخصصة في هذا المجال بالتأكيد لا نتردد أو نتأخر في صرفها، لكن هناك موارد للصرف ملزمون بها من ضمنها تقديم الغذاء والدواء”.

اقرأ/ي أيضا:  ما احتمالية استغلال “داعش” للأزمة السياسية في العراق؟

ماذا عن السكن؟

كما أوضح النوري بشأن توفر السكن للنازحين، أن “الامكانات متعلقة بالقروض والاسكان ببنايات واطئة الكلفة، نحن مستعدون لها عندما تتوفر مثل هذه الأموال”، أما عن شكاوى عن نوع الغذاء الذي يقدم إلى النازحين في المخيمات أكد “متابعته شخصيا، ولدي زيارات للمخازن للاطلاع على نوعية الغذاء”، مستدركا بالقول: “أنا سألت، البعض يطلب أشياء من أرقى الأنواع مثلا، وأنا متأكد أن كل ما يقدم لهم ضمن السياقات الصحية الصحيحة، واعتقد أن لا يوجد تقصير كبير”.

النوري توهد بمتابعة مواد السلة الغذائية وفي حال “وجد تقصير سأحاسب كل من صدر عنه  التقصير”، مضيفا: “نتمنى أن نحصل على دليل، أما الكلام العام الذي في الإعلام، لا يصبح ملزما أو دليلا، أنا شخصيا سأتابع مع لجنة معي كل ما يتعلق بهذا الأمر”، مبينا أن هناك “37 الف عائلة في 28 مخيما، 16 منها في دهوك، 10 أربيل، و4 في السليمانية، وهناك مخيمات في الموصل جدعة 1 و2”.

في حين كانت أعداد النازحين “850 الف عائلة بعد 2014، وعاد عددهم كبير منهم واستوطن في إقليم كردستان، ولم يبق إلا القليل”، بحسب النوري، الذي أكد أنه، وزارة الهجر أغلقت “50 مخيما ولم يبق اإلا القليل، وإذا ما تتوفر ظروف العودة، فانهم سيعودون، وننهي هذا الملف الإنساني المأساوي”.

واعتقد وكيل الوزارة أنه “ليس من الصحيح ونحن نقترب من 2023 ولدينا مخيمات وكرفانات”، مضيفا أنه “من المعيب أن يكون المواطن نازحا في وطنه ويعيش في مخيمات، وهذا أمر صعب، لكن ظروفا حالت دون عودتهم، سوف نذلل العقبات لعودتهم حتى يكون العراق خاليا من أي نازح”.

وكانت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية قد حددت في الـ 24 من تموز/يوليو الماضي، موعدا أوليا لإغلاق ملف النزوح في البلاد.

موعد إغلاق أولي


الوكيل الإداري للوزارة، كريم النوري، قال حينها في تصريح صحفي لصحيفة “الصباح” الرسمية، وتابعه موقع “الحل نت“، إن “الوزارة تسعى لجعل العام المقبل عاما لغلق ملف النازحين، من خلال تطبيق العودة الطوعية للأسر القاطنة في مخيمات إقليم كردستان“.


 النوري، بين أن ذلك التوجه يأتي “خاصة بعد انتهاء العمليات القتالية وإعادة الخدمات الأساسية للمدن المحررة“، مؤكدا “دعم الوزارة المستمر للأسر النازحة، من المساعدات العينية والغذائية والصحية في المخيمات “.


 كما أشار إلى “وجود دعم كبير للأسر المذكورة من المنظمات الدولية، فضلا عن مساندة الجهات ذات العلاقة لإعادتها إلى مناطق سكناها“.


يأتي ذلك، بعد أن أعلنت الوزارة في كانون الأول/ديسمبر 2021، إغلاق كافة مخيمات النزوح في البلاد باستثناء المخيمات المتواجدة في إقليم كردستان.

يشار إلى أن، وزارة الهجرة والمهجرين، أعلنت في حزيران/يونيو المنصرم، تخصيص 50 مليار دينار ضمن قانون “الأمن الغذائي” لإعادة النازحين.

وتسببت الحرب على تنظيم “داعش” بنزوح ملايين العراقيين عن ديارهم، ويؤكد وكيل وزارة الهجرة كريم النوري، أن أعداد المخيمات عام 2017 بلغ 120 مخيما، نزح إليها ما يربو على 5 ملايين شخص، مشيرا إلى أن كثيرا منهم نزح إلى المخيمات الموزعة على محافظات بغداد ونينوى وصلاح الدين والأنبار وكركوك وديالى وبابل وإقليم كردستان.

ويعيش النازحين في العراق بحسب تقارير إعلامية ومنظمات إنسانية وحقوقية، في أوضاع مأساوية، كما يعاني الكثير منهم نقص المواد الغذائية والصحية.

اقرأ/ي أيضا: كواليس اشتباكات المنطقة الخضراء ببغداد.. من أطلق النار أولا؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.