في هجوم جديد يضاف إلى سلسلة الهجمات التي تشهدها أفغانستان منذ سيطرة حركة “طالبان” على السلطة قبل نحو عام، خلف تفجير انتحاري قرب السفارة الروسية في العاصمة الأفغانية كابول، اليوم الإثنين، مقتل وإصابة 25 شخصا وفق حصيلة أولية أعلنت عنها وسائل إعلام روسية، وأشارت أن بين الضحايا موظفَين روسيين.

اعتداء إرهابي

وزارة الخارجية الروسية أعلنت اليوم الإثنين، مقتل مواطنين روسيين وهما برتبة دبلوماسي وآخر حارس أمني في السفارة الروسية في كابول جراء تفجير انتحاري قرب مقر البعثة الدبلوماسية في العاصمة الأفغانية.

وأضافت الخارجية في بيان رسمي “في الساعة 10,50 (6,20 ت غ) قام مقاتل لم يتم التعرف عليه بتفجير عبوة ناسفة في الجوار المباشر للسفارة الروسية في كابول. قتل موظّفان في البعثة الدبلوماسية في الهجوم” مشيرة إلى سقوط “جرحى بين المواطنين الأفغان”، بحسب ما نقلت وكالة “فرانس برس”.

وأشارت السفارة الروسية إلى أنها “على اتصال وثيق بأجهزة الأمن الأفغانية التي باشرت تحقيقا”، وسارع المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف الى التصريح في مؤتمر صحافي عبر الهاتف “نتحدث هنا عن اعتداء إرهابي، وهذا مرفوض”.

بدورها، أفادت وزارة الداخلية الأفغانية لوسائل الإعلام “كان اعتداء انتحاريا، ولكن قبل أن يتمكن الانتحاري من بلوغ هدفه، قامت فرقنا بتحييده”.

ونقلت وكالة “ريا نوفوستي” الروسية للأنباء عن مصدر لم تحدده أن “ما بين 15 و20 شخصا قتلوا أو اصيبوا في الانفجار”. ووقع الهجوم فيما كان دبلوماسي روسي يخرج من مبنى للممثلية الدبلوماسية ليعلن أسماء الأشخاص الذين يستطيعون التقدم بطلب تأشيرة، بحسب المصدر ذاته.

كما قالت الشرطة الأفغانية إن انتحاريا فجر عبوات ناسفة بالقرب من مدخل السفارة الروسية في كابول، مؤكدة أن المهاجم قتل برصاص حراس مسلحين أثناء اقترابه من البوابة.

وأشار مولوي صابر، قائد منطقة الشرطة التي وقع فيها الهجوم لوكالة “رويترز”، “تعرف حراس السفارة الروسية (من طالبان) على الانتحاري قبل أن يصل إلى الهدف وأطلقوا النار عليه”.

قد يهمك: إيران ترفع حالة التأهب في أكثر من 50 مدينة.. ما القصة؟

هجمات سابقة

روسيا من الدول القليلة التي احتفظت بسفارة في كابول، بعد سيطرة “طالبان” على البلاد منذ نحو عام. على الرغم من أن موسكو لا تعترف رسميا بحكومة “طالبان”، إلا أنهم يجرون محادثات مع المسؤولين بشأن اتفاقية لتوريد البنزين والسلع الأخرى.

وهذا الهجوم هو الثاني في أقل من أسبوع، حيث لقي ما لا يقل عن 18 شخصا مصرعهم، جراء انفجار بمسجد في أفغانستان، مطلع الشهر الجاري، بينهم رجل دين بارز، وذلك خلال صلاة الجمعة، في مسجد “جوزارجاه” بمدينة هرات غربي البلاد.

ونقلت وكالات صحفية عن محمد داود محمدي، المسؤول في مركز الإسعاف بمدينة هرات، أن “سيارات الإسعاف نقلت 18 جثة، و21 مصابا جراء الانفجار إلى مستشفيات هرات”، بحسب وكالة “أسوشيتد نيوز” الأميركية.

في حين نقلت وكالة “رويترز” عن المتحدث باسم وزارة الداخلية الأفغانية عبد النافع تاكور، أن الانفجار وقع خارج المسجد، وأن “عدد القتلى ارتفع إلى 18 قتيلا، فضلا عن إصابة 23”.

العاصمة الأفغانية كابول “رويترز”


وكان هذا الهجوم بعد أسبوع من مقتل رجل دين ينتمي إلى “طالبان” وشقيقه، في هجوم انتحاري على مدرسة قرآنية في كابول تبناه تنظيم “داعش” الإرهابي.

ووقعت اعتداءات عديدة في الشهر الحالي وشهدت البلاد سلسلة هجمات بعبوات مفخخة أواخر نيسان/أبريل الفائت، خلال شهر رمضان، وكذلك أواخر أيار/مايو الماضي، ما أسفر عن مقتل عشرات الأشخاص.

وخلال شهر تشرين الأول/أكتوبر 2021 أسفر اعتداء على شيعة الأفغان الذين لطالما تعرضوا للاضطهاد في أفغانستان ذي الغالبية السنية، عن سقوط 60 قتيلا وهو أكثر الهجمات فتكا منذ انسحاب القوات الأميركية، وقد أعلن تنظيم “داعش – ولاية خراسان” الذي تتواجه معه “طالبان” منذ سنوات، مسؤوليته عن الهجوم.

وفي الربع الأول من عام 2022 قتل عشرات الأشخاص في سلسلة من التفجيرات أعلن تنظيم “داعش -ولاية خراسان” المسؤولية عن غالبيتها.

وتؤكد حركة طالبان أنها تغلبت على تنظيم “داعش” في أفغانستان إلا أن محللين يرون أن المجموعة المتطرفة لا تزال تشكل التحدي الأمني الرئيسي للسلطة الأفغانية الجديدة.

يشار إلى أنه وبعد عام من استحواذ “طالبان” على أفغانستان، ما تزال البلاد تعاني من أزمات جمة على المستوى والإنساني والاقتصادي والاجتماعي وحتى السياسي، إضافة إلى الهجمات من الحركات المتشددة بين الحين والآخر.

قد يهمك: لاجئون ببريطانيا يخشون الترحيل القسري.. “الموت أفضل من الذهاب لرواندا”

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.