واقعيا، قفل زعيم “التيار الصدري” في العراق، مقتدى الصدر، الباب على كل إمكانية عودته للعملية السياسية العراقية بعد انسحابه منها، مطلع هذا الأسبوع، واستقالة كتلته من البرلمان العراقي.

انسحاب الصدر الفائز في الانتخابات المبكرة الأخيرة، جاء نتيجة عدم قدرته على تشكيل حكومة أغلبية يقصي منها خصمه “الإطار التنسيقي” الموالي لإيران والخاسر في الانتخابات، الذي كان يطمح لحكومة توافقية، تشاركية.

في الكواليس، كان زعيم “تحالف الفتح” المنضوي في “الإطار التنسيقي”، هادي العامري، يمني النفس بل وحاول إقناع الصدر بالعدول عن قرار انسحابه؛ لأنه لا يريد تفكك البيت الشيعي، ويرغب بأن تتشكل الحكومة بمشاركة كل القوى الشيعية.

العامري فشل في مسعاه لإقناع الصدر؛ لأن الأخير يرفض مشاركتهم في أي حكومة، وبالتالي بات “الإطار التنسيقي” الذي يضم كل القوى الشيعية المقربة من إيران، يخطط لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة دون زعيم “الكتلة الصدرية”.

فكرة المالكي

الحكومة المقبلة بحكم المعطيات الحالية ستكون بقيادة “الإطار”، لكن السؤال الأهم والأبرز، هو كيف سيكون شكل تلك الحكومة “الإطارية”؟ وأين ميولها؟ غربية أم شرقية مثلما يعرف عنها؟

تقول الباحثة السياسية ريم الجاف، إن الحكومة المقبلة التي يسعى”الإطار” لتشكيلها، غالبا ستكون مغايرة لكل الحكومات التوافقية التي شكلتها أو شاركت في تشكيلها، في حال نجح بتشكيلها.

الجاف تضيف لـ “الحل نت”، أن معسكرين يوجدان في “الإطار التنسيقي” حاليا، وهما معسكر هادي العامري ومعسكر زعيم “ائتلاف دولة القانون”، نوري المالكي، ولكل واحد منهما رؤيته حول الحكومة المقبلة.

وتردف، أن المالكي يتبنى المفهوم التقليدي لحكومات ما بعد 2003، وهو تشكيل حكومة مقربة من إيران وتتناغم مع رؤية وتطلعات طهران، لكن ذلك التقليد سقط مع حكومة عادل عبد المهدي السابقة على يد “انتفاضة تشرين”.

رؤية العامري

معسكر العامري المقرب من طهران، يريد تغيير البوصلة هذه المرة، بحسب الجاف، فهو لا يرغب بتكرار سيناريو 2018، عندما جيء بعبد المهدي لرئاسة الحكومة، فأدخل البلاد بشبه عزلة دولية ومنح قرارها لطهران، وبالتالي كانت النتيجة سقوطه المدوي.

الجاف تشير، إلى أن العامري يرى أنه من الضرورة المجيء برئيس حكومة بعيد كل البعد عن إيران، ويحظى بمقبولية واشنطن وحلفائها، وبالتالي ضمان استقرارها من الناحية الدولية، وموازنة كل الأطراف الخارجية.

وتبين الباحثة السياسية العراقية، أن معسكر العامري هو الأقوى والأقرب حاليا؛ لأنه يضم تناغم قيادات “قوى الدولة”، عمار الحكيم وحيدر العبادي مع رؤيته، فيما لا يمتلك المالكي سوى توافق زعيم ميليشيا “العصائب” قيس الخزعلي، مع ما يتبناه.

وتختتم الجاف أن شكل الحكومة “الإطارية” المقبلة، لا يخرج عن واحد من الاحتمالين المذكورين، ولكن إن تأخر “الإطار” في تشكيل الحكومة بعدم استجابة المالكي والعامري لرؤية الآخر، قد لن تتشكل الحكومة بخروج مقتدى الصدر في تظاهرات واسعة، تسقط مشروع “الإطار”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.