عيد جديد يمر على السوريين في تركيا وسط تضييق واضح عليهم من خلال القرارات الدورية التي أصدرتها السلطات التركية بحقهم مؤخرا إضافة إلى تحول نقاشات السوريين خلال زيارات العيد للتركيز على مواضيع تتعلق بمصيرهم في البلاد.

اللجوء لبلدان أخرى وقصص العنصرية التي باتت تحصل يوميا، يبدو أنها كانت من أكثر المواضيع التي تصدرت جلسات السوريين خلال أيام العيد، في الوقت الذي يتخوف معظمهم من المصير المجهول الذي ينتظرهم هنا.

من بين القصص التي رصدناها لأحد اللاجئين السوريين في غازي عنتاب “طلب عدم الكشف عن اسمه”، يقول لـ “الحل نت”: إنه “كان قد خرج مع عائلته للحديقة، وعندما كان أطفاله يلعبون في الملاهي، تحدث إليهم طفل تركي وسألهم، لماذا لا يعودون إلى بلادهم”.

الشاب يضيف، أن “الطفل لا يعرف ما معنى كلامه ولولا لم يسمع هذه الأحاديث من أهله لما كان قد سأل ابني هذا السؤال”.

عدم الرغبة بتواجد السوريين في البلاد وتحميلهم أزماتها المتراكمة خلال السنوات الماضية، باتت تنعكس على تصرفات العديد من الأتراك بل امتدت إلى الموظفين في الدوائر الحكومية والشركات الخاصة.

وكان مراسل “الحل نت” قد رصد العديد من القصص والحالات العنصرية التي تعرض لها لاجئون سوريون سواء من قبل موظفي مديريات رئاسة الهجرة التركية أو البنوك أو حتى شركات النقل.

“إلى متى؟”

هذا العيد، السوريون في تركيا حذرين وقلقين أكثر من أي وقت مضى، أي تصرف قد يسبب لهم متاعب بل قد يغيّر من مصيرهم ويتعرضون للإيقاف في مراكز احتجاز الأجانب أو الترحيل القسري.

يبدو ما سبق من خلال أحاديث السوريين خلال زياراتهم لبعضهم البعض في هذا العيد، حيث تصدرت إلى جانب مواضيع اللجوء، قصص وأحاديث عن مواقف عنصرية تعرضوا لها هم أو أقاربهم أو معارفهم.

ومن بين هذه المواقف التي رصدها مراسل “الحل نت” تعود لأبو صلاح وهو أحد اللاجئين السوريين في غازي عنتاب، حيث يقول: إنه “قبل العيد بيومين، كان يستقل الحافلة، جاءه اتصال وبدأ يتحدث بالعربية ليُفاجئ بنظرات الاستهجان ممن حوله، مضيفا أن العنصرية وصلت إلى حد غير معقول في تركيا”.

وحسب الشاب، فقد حصلت العديد من حالات العنصرية التي ترجمتها مواقف وتعامل العديد من الأتراك مع لاجئين سوريين كان قد سمع بقصصهم خلال الأسابيع الماضية.

ومن الملاحظ، ازدياد أحداث العنصرية في تركيا بحق السوريين، فخلال الأيام الماضية، تعرض لاجئون سوريون خلال مرورهم بمركباتهم في شوارع أورفا للاعتداء من قبل عشرات الأتراك، كما سبقها حالات اعتداء من قبل مواطنين على لاجئين سوريين هربوا من مركز احتجاز في ولاية العثمانية جنوب البلاد، إضافة للعديد من الحالات الأخرى.

اللجوء لبلد ثالث

سوء ظروف اللاجئين السوريين في تركيا بسبب ما يتعرضون له من قرارات تعسفية من جانب وخطابات الكراهية والعنصرية من جانب آخر، جعلت غالبيتهم يفكر في اللجوء لبلدان أخرى.

وتصدرت مواضيع اللجوء أيضا الأحاديث المتداولة بين اللاجئين السوريين خلال زيارات العيد، متناولين أكثر الطرق التي يستخدمها حاليا لاجئون سوريون في تركيا للجوء إلى بلد آخر.

ومن بين هذه الطرق، يفكر بعض السوريين في الحصول على فيزا للذهاب إلى البرازيل من ثم الانتقال إلى غويانا الفرنسية وتقديم طلب لجوء هناك، بينما يحاول سوريون في الوقت الحالي اجتياز حدود تركيا نحو اليونان آملين بالوصول إلى أوروبا.

في المقابل، رصد مراسل “الحل نت” محاولات للعديد من اللاجئين السوريين الذين قدموا طلبات لجوء للسفارة الفرنسية في تركيا، فيما يقول بعض من قابلناهم “أي بلد في أوروبا أفضل من تركيا”.

ووصلت أعداد السوريين في تركيا إلى ثلاثة ملايين و754 ألفا و591 لاجئا سوريا حسب آخر الإحصاءات الرسمية، فيما زادت السلطات التركية من قيودها عليهم، وكان آخرها زيادة أعداد الأحياء المحظورة على الأجانب بما فيهم السوريين تسجيل عناوينهم فيها من 781 حيا إلى 1169 حيا في عموم تركيا.

الجدير بالذكر، أنه يمر العيد الثاني على اللاجئين السوريين في تركيا هذه السنة مع استمرار إغلاق السلطات التركية التسجيل على “زيارات العيد” التي كانت متاحة لهم خلال السنوات الماضية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.