للمرة الرابعة.. محكمة عراقية تؤجل محاكمة المتهم بقتل هشام الهاشمي

بالرغم من مرور عامين على الحادثة، إلا أن القضاء العراقي عاد ليرجئ محاكمة المتهم بقتل الباحث والخبير الأمني في شؤون الجماعات المسلحة، هشام الهاشمي.

وأرجأت محكمة عراقية اليوم الثلاثاء جلسة محاكمة المتهم بقتل الباحث هشام الهاشمي للمرة الرابعة إلى 31 آب/أغسطس، على الرغم من مرور عام على اعتقاله، واعترافه بالجريمة.

ونقلت وسائل إعلام عن صحفيين حضروا الجلسة، وتابعها موقع “الحل نت“، أن “القاضي قرر تأجيل الجلسة بعد رفع طلب من محاميي المتهم لاستجواب أربعة عناصر من الحشد الشعبي مرتبطين بالقضية، كما قال القاضي في الجلسة”.

وقرر القاضي إرسال الدعوة الى محكمة “التمييز الاتحادية“، بناء على طلب من محاميي المتهم للاستماع إلى إفادة “أربعة عناصر من الحشد الشعبي“، قال المتهم إنهم “على علاقة بالقضية“، بحسب “فرانس 24”، نقلا عن صحافي في “فرانس برس” كان مشاركا في الجلسة.

وكان المتهم حاضرا في هذه الجلسة لمحاكمته بعد ما غاب عن جلسات سابقة في الماضي، ولم يشارك إلا في جلسة واحدة سابقا، فيما تحدثت تقارير صحفية عن تهريبه من السجن.

https://twitter.com/albidhani/status/1551865907017924609?s=21&t=74H-ftD_z6C_UoHcLtZpDw

اقرأ/ي أيضا: العراق.. مطالبة بمحاكمة علنية لقاتل هشام الهاشمي

تعتيم إعلامي

لم يحضر أي شخص من طرف المدعي بالحق الشخصي ولا أي محامي يمثله فيما حضر محاميان اثنان للدفاع عن المتهم.

ورفض محاميا المتهم الإدلاء بأي تصريحات بعد انتهاء الجلسة، باستثناء أحدهما قال بأن “الجلسة كان يفترض أن تكون سرية“، مضيفا أنه “لا أعرف كيف تحولت إلى جلسة علنية هذا اليوم“.

وكانت رئيسة كتلة “الجيل الجديد” في البرلمان العراقي، سروة عبد الواحد، والنائب عن حركة “امتداد“، حيدر السلامي، قد طالبوا القضاء العراقي، بجعل محاكمة قاتل الهاشمي علنية، وبثها على وسائل الإعلام بشكل مباشر.

تلك المطالبة حصلت بكتاب رسمي وجّهه النائبان المستقلان إلى رئيس “مجلس القضاء الأعلى” في العراق، فائق زيدان، يوم الأحد الماضي، وأرجعت سبب مطالبتها تلك، إلى أن “الأمر لا يخص شخصا واحدا أو عائلة واحدة، بل يمس حرية الرأي“.

يذكر أن، الهاشمي، فارقَ الحياة عن عمر 47 سنة، إثر اغتياله في 6 تموز/ يوليو 2020، وهو بسيارته أمام منزله بمنطقة زيونة شرقي العاصمة العراقية بغداد، على يد مسلّحين كانوا يستقلون دراجات نارية.

اقرأ/ي أيضا: العراق.. عامان على اغتيال هشام الهاشمي والقتلة في إيران

من هو الهاشمي؟

يعد الراحل من أبرز الباحثين في مجال الأمن والسياسة، وهو خبير أمني معتمد من قبل وسائل الإعلام العربية والأجنبية، وعدد من جامعات ودور البحث في العالم.

بعد اغتياله، قال رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي، مقولته “الشهيرة” من داخل بيت الهاشمي: “لن تنام أعيننا قبل القبض على قتلة الهاشمي والقصاص منهم“.

وعلى الرغم من اعتقال المتهم بقتله، إلا أنه قبل أسبوع حلّت الذكرى السنوية الثانية لاغتيال هشام الهاشمي، ولم تتحقق العدالة بعد، فالحكومة العراقية لم تتمكن سوى من القبض على واحد من منفذي عملية الاغتيال.

بعد اغتيال الهاشمي، هُرّب 2 من المشتركين بعملية اغتياله إلى إيران المجاورة للعراق، وذلك عبر الحدود البرية، وبإسناد “الميليشيات الولائية“، التي أمّنت عملية التهريب، وفق مصادر خاصة تحدثت لـ “الحل نت“.

تصريح متلفز للناطق السابق باسم الحكومة العراقية أحمد ملا طلال، أكد تهريب المشاركين بعملية اغتيال الهاشمي إلى خارج العراق، دون ذكره لتفاصيل إضافية.

اقرأ/ي أيضا: مجددا.. غياب المتهم بقتل هشام الهاشمي عن المحاكمة للمرة الثانية

القبض على القاتل

في 16 تموز/ يوليو 2021، وبعد مرور أسبوع على الذكرى السنوية الأولى لاغتيال الخبير الأمني العراقي، أعلن رئيس الحكومة العراقية، مصطفى الكاظمي، القبض على ما اعتبره قاتل هشام الهاشمي، ثم بث التلفزيون العراقي اعترافات المتهم.

ويدعى المتهم أحمد الكناني، وهو من تولد عام 1985، وتعين في سلك الشرطة في العام 2007، وهو ضابط شرطة برتبة ملازم أول في وزارة الداخلية، وينتمي إلى مجموعة خارجة عن القانون، حسب اعترافاته.

الكناني، قال في اعترافاته حينها: “لقد تجمعنا في منطقة البوعيثة، وذهبنا بدراجتين وعجلة نوع كورلا لتنفيذ عملية الاغتيال“.

“البوعيثة” منطقة تقع جنوبي العاصمة بغداد، وسبق وأن اعتقل الأمن العراقي 13 عنصرا ينتمي لميليشيا “كتائب حزب الله” بذات المنطقة، كانوا ينوون استهداف السفارة الأميركية لدى بغداد في آب/ أغسطس 2020، قبل أن يُطلق سراحهم لاحقا.

قبل الإعلان الحكومي، كشف الباحث الأكاديمي في شؤون الشرق الأوسط، نبراس الكاظمي، تفاصيل اعتقال الكناني.

ما علاقة ميليشيا “حزب الله العراقي“؟

قبل بدء إجراءات محاكمة قاتل هشام الهاشمي، قال نبراس الكاظمي في سلسلة تغريدات عبر “تويتر“، إن المتهم الذي يعمل في سلك الشرطة، اعترف بانتمائه لميليشيا “كتائب حزب الله” الموالية لإيران، وهذا ما أكده المتهم في اعترافاته بأنه كان على علاقة بميليشيا “حزب الله“.

وبحسب ما أوضح القاتل، فإن الدافع المزعوم وراء الأمر بالاغتيال، هو قرب الراحل من الأميركيين، وفق نبراس الكاظمي.

الكاظمي أشار، إلى أن المتهم اعترف “طوعا” دون أي تعذيب، وكانت تلك المرة الأولى التي يطلق فيها الكناني النار على أي أحد.

بعد القبض على قاتل الهاشمي وبث اعترافاته، جرى تحديد موعد لجلسة محاكمته في كانون الأول/ ديسمبر 2021، ولكن الجلسة أُجّلت لتاريخ 28 شباط/ فبراير 2022.

عندما حل تاريخ 28 شباط/ فبراير 2022، تم تأجيل جلسة محاكمة قاتل هشام الهاشمي إلى تاريخ 17 أيار/ مايو 2022، وما إن جاء تاريخ 17 أيار/ مايو المنصرم، حتى تم تأجيل جلسة محاكمة أحمد الكناني، قاتل هشام الهاشمي لمرة أخرى، وهي الثالثة لعدم حضور الكناني.

كان الهاشمي، من أهم الخبراء بمجال مكافحة “الإرهاب“، وساعد الحكومة العراقية بمئات المعلومات الأمنية والاستشارية في حربها ضد “داعش” بين أعوام 2014 و2017.

اقرأ/ي أيضا: تأجيل جديد لمحاكمة المتهم بقتل هشام الهاشمي

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.