الكل يخشى من المواجهة المباشرة بين “التيار الصدري” و”الإطار التنسيقي” في العراق، وازداد القلق بعد التحشيد لتظاهرات صدرية وإطارية بتوقيت واحد، هذا المساء؛ لأن المواجهة المباشرة سيكون وقودها أبناء الشعب، لا غير، فما التفاصيل؟

في التفاصيل، وبعد تغريدة زعيم “الكتلة الصدرية”، مقتدى الصدر، أمس الأحد، التي وصفت بـ “البيان رقم 1″، رد “الإطار” الموالي لإيران بدعوة أنصاره إلى التظاهر، اليوم الاثنين، دعما للشرعية وللحفاظ على مؤسسات الدولة والعملية السياسية والدستور.

“الإطار” حشّد أنصاره للتظاهر عند الساعة الخامسة من مساء اليوم، عند الجسر المعلّق قرب أسوار المنطقة الخضراء، معقل الحكومة العراقية والبرلمان والبعثات الدبلوماسية الدولية، والتي من المفترض أنها شديدة التحصين.

قبالة تلك الدعوة، طالب الصدر عبر وزيره محمد صالح العراقي، من أنصاره توسيع قاعدة تظاهراتهم لتشمل كل المحافظات، باستثناء محافظة النجف، وذلك عند الساعة الخامسة من مساء اليوم أيضا.

شارع متخوف

تحشيدات “التيار” و”الإطار” للتظاهرات في نفس التوقيت، جعلت الشارع العراقي من مواطنين ومراقبين للمشهد السياسي يتخوفون من انزلاق الأمور إلى لحظة المواجهة المسلحة المباشرة داخل الخضراء بين الصدريين والإطاريين، وبالتالي اندلاع الحرب الأهلية الشيعية، وهي ما لا يرغب بها أي أحد.

كان جمهور “التيار الصدري”، اقتحم المنطقة الخضراء، صباح أول أمس السبت، وأقام اعتصاما مفتوحا من داخل مبنى البرلمان العراقي، بعد 72 ساعة من الاقتحام الأول لهم للخضراء الذي لم يتجاوز 5 ساعات قبل أن ينسحبوا بتوجيه من الصدر وقتئذ.

الصدر وصف الاقتحام الأول للمنطقة الخضراء، الأربعاء الماضي، بأنه “جرّة إذن” للسياسيين الفاسدين ومنهم قوى “الإطار التنسيقي”، قبل أن يحشد أنصاره لاقتحام الخضراء مجددا، السبت المنصرم، وهو ما حدث فعلا.

تظاهرات أنصار الصدر، تأتي بعد إعلان “الإطار التنسيقي” ترشيح السياسي محمد شياع السوداني، المقرب من زعيم “ائتلاف دولة القانون” نوري المالكي، لمنصب رئاسة الحكومة العراقية المقبلة.

اعتراض الصدر ليس على شخص السوداني، إنما على نهج المنظومة السياسية بأكملها؛ لأنها تريد الاستمرار بطريقة حكومات المحاصصة الطائفية وتقاسم مغانم السلطة بين الأحزاب، واستشراء الفساد السياسي بشكل لا يطاق.

أمس الأحد، دعا الصدر في تغريدة مطولة “أبناء الشعب العراقي” للالتحاق بإخوتهم من الصدريين والتظاهر معهم؛ لأنها الفرصة الأخيرة والذهبية لتغيير النظام السياسي الحالي، وإجراء تعديل دستوري جديد وانتخابات جديدة من دون قوى فاسدة، بحسبه.

“لن نسمح بالانقلاب”

بعد تلك الدعوة، رد “الإطار” في بيان، قال فيه إنه لن يسمح لكتلة سياسية واحدة تتحكم بمصير دولة بأكملها، ولن يسمح لأي أحد بالانقلاب على النظام السياسي الحالي، داعيا كل القوى السياسية وأولها “التيار الصدري”، للجلوس على طاولة “حوار وطنية”، والتفاهم لإنهاء الأزمة السياسية الراهنة.

ويمر العراق في انسداد سياسي عقيم منذ إجراء الانتخابات المبكرة الأخيرة في 10 تشرين الأول/ أكتوبر 2021، بعد فوز “التيار الصدري” فيها وخسارة القوى السياسية الموالية لإيران، قبل أن تتحالف كلها معا بتحالف سمي “الإطار التنسيقي” لمواجهة الصدر.

وسعى الصدر عبر تحاللف مع الكرد والسنة إلى تشكيل حكومة أغلبية يقصي منها “الإطار”، لكنه لم يستطع الوصول للأغلبية المطلقة التي اشترطتها “المحكمة الاتحادية العليا” لتشكيل حكومته التي يبتغيها.

الأغلبية المطلقة، تعني ثلثي أعضاء البرلمان العراقي، وهم 220 نائبا من مجموع 329 نائبا، وفي حال امتناع 110 نواب، وهم ثلث أعضاء البرلمان عن دخول جلسة انتخاب رئيس الجمهورية الممهدة لتشكيل الحكومة، فسيفعّل الثلث المعطل الذي يمنع تشكيل أي حكومة.

وصل تحالف الصدر إلى 180 نائبا، ولم يتمكن من بلوغ أغلبية الثلثين، ولم يقبل “الإطار” بالتنازل له لتشكيل حكومة أغلبية؛ لأنه أصر على حكومة توافقية يشترك فيها الجميع، ما اضطر الصدر للانسحاب من البرلمان في 12 حزيران/ يونيو المنصرم.

بعد انسحاب كتلة الصدر من البرلمان، أمسى زعيم “الكتلة الصدرية” يراقب المشهد السياسي من الحنّانة، وحينما وجد أن “الإطار” ااذي أضحت زمام تشكيل الحكومة بيده، يريد الاستمرار بنهج المحاصصة وترشيحه لشياع السوداني، دفع بأنصاره للتظاهر والاعتصام في المنطقة الخضراء، رفضا لنهج العملية السياسية الحالية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.