يبدو أن سيناريو عام 2018، الذي حسم صراع البيت الكردي على منصب رئاسة جمهورية العراق، بات هو الأقرب لتكراره مجددا لحسم الصراع الشرس بين “البارتي” و”اليكتي” على كرسي الرئاسة.

آخر التطورات، أكدت أنه لا توافقات حصلت بين “الاتحاد الوطني الكردستاني” وهو “اليكتي” و”الحزب الديمقراطي الكردستاني” وهو “البارتي”، لحسم صراعهما على منصب رئاسة جمهورية العراق بعد.

عضو “اليكتي” لاوند جلال آغا، قال في تصريح صحفي، الاثنين، ان حزبه يتمسك بترشيح برهم صالح لرئاسة الجمهورية، ولا توجد نية لتغييره بمرشح آخر أو مرشح تسوية أو مرشح لجميع الأحزاب الكردية.

وحول الاجتماعات مع “الديمقراطي” للوصول إلى اتفاق حول هذا الأمر، أكد عدم التوصل لأي حل مع “البارتي”؛ لوجود وجهات نظر مختلفة ومتباعدة بين الحزبين.

وأشار جلال آغا، إلى أنه من الطبيعي جدا، أن يدخل “اليكتي” و”البارتي” إلى البرلمان في جلسة انتخاب رئيس الجمهورية بمرشح من كل حزب، ويتم الحسم داخل مجلس النواب من قبل أعضاء البرلمان.

ماذا حدث في 2018؟

حديث جلال ٱغا، يعني اقتراب تكرار سيناريو 2018، عندما لم يتفق “البارتي” و”اليكتي” على مرشح توافقي لمنصب رئاسة العراق، فدخل الحزبان بمرشحيهما لمجلس النواب، وفاز مرشح “اليكتي” حينها، برهم صالح بسباق الرئاسة.

فوز الرئيس العراقي الحالي برهم صالح وقتئذ، جاء على حساب منافسه القيادي في “البارتي” فؤاد حسين، الذي أصبح لاحقا وزير للمالية في حكومة عادل عبد المهدي السابقة، ووزيرا للخارجية في حكومة مصطفى الكاظمي الحالية.

وفي عراق ما بعد 2003، حصلت اتفاقيات وتفاهمات بين “البارتي” بزعامة رئيس إقليم كردستان الأسبق، مسعود بارزاني، و”اليكتي” بزعامة الرئيس العراقي الأسبق، الراحل جلال طالباني، يتم بموجبها منح رئاسة الإقليم لـ “البارتي” ورئاسة العراق لـ “اليكتي”.

ومنذ 2006 وإلى اليوم، منصب رئاسة العراق هو من نصيب “اليكتي”، ورئاسة إقليم كردستان من نصيب “البارتي”، لكن الأخير يرفض تلك المعادلة هذه المرة، فهو يسعى لتحقيق مبدأ الأحقية الانتخابية.

الأحقية الانتخابية، تعني الحزب الحائز على أكثر مقاعد نيابية من غيره، و”البارتي” فاز أولا على مستوى الكرد في الانتخابات العراقية المبكرة الأخيرة بحصوله على 31 مقعدا نيابيا.

بالمقابل خسر “اليكتي” وتراجعت مقاعده إلى 17 مقعدا نيابيا، وذلك التراجع شجّع “البارتي” لفك مبدأ التوازن وتقاسم المناصب مع “اليكتي”، غير أن الأخير يرفض التفريط بما يسميه “أحقيته” بمنصب رئاسة الجمهورية.

“الإطار” مع من؟

“البارتي” رشح وزير داخلية إقليم كردستان، ريبر أحمد، لمنصب رئاسة العراق، فيما رشح “اليكتي” الرئيس العراقي الحالي، برهم صالح، لمنصب الرئاسة، سعيا منه للحصول على ولاية ثانية داخل “قصر السلام”.

ويبسط “البارتي” سيطرته على محافظتي دهوك وأربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، بينما يحكم “اليكتي” نفوذه على محافظتي السليمانية وحلبچة، المستحدثة كمحافظة في السنوات الأخيرة.

وكان “البارتي” بزعامة مسعود بارزاني، اشترط على “الإطار التنسيقي” الموالي لإيران، والذي يتولى مهمة تشكيل الحكومة العراقية المقبلة، تحقيق مبدأ “التوازن والتوافق والشراكة” للاشتراك في تشكيل الحكومة.

“الإطار” أعلن مطلع هذا الشهر، موافقته على تلك الشروط، لكنه أكد أنه سيصوت لمرشح “اليكتي” لمنصب رئاسة الجمهورية، في حال عدم توافق “البارتي” و”اليكتي” على مرشح توافقي واحد لرئاسة العراق.

ومن غير المعروف متى سيتم عقد جلسة برلمانية خاصة بانتخاب رئيس الجمهورية، لكن زعيم ميليشيا “العصائب” وكتلة “صادقون” المنضوية في “الإطار التنسيقي”، قيس الخزعلي، قال في كلمة له، أمس الأحد، إن الجلسة ستعقد بعد عيد الأضحى مباشرة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة