لا تزال العملية العسكرية التركية تستحوذ على جل التصريحات الدولية، ولا سيما بين الدول التي تدخلت في الشأن السوري كأميركا وروسيا وكأن تصادم روسي تركي سينفجر قريباً.

ويبدو أنّ المناخ السياسي من أجل فتح المعركة في شمال وشرق سوريا أمام تركيا لا يزال مضطرباً، خصوصاً وأنّ روسيا مصرة على منعها من التوغل مجدداً في هذه المناطق.

جهود أم تهديد لتصادم عسكري روسي – تركي؟

روسيا تدعي منعها لتركيا من أي عملية عسكرية في شمال وشرق سوريا، بالمقابل ليست هناك أي توافقت معلنة بينهما في الشمال الغربي. 

قال السفير الروسي في العراق، ألبروس كوتراشيف، أمس الأربعاء إن بلاده تبذل كل جهدها لمنع تركيا من مهاجمة شمال شرق سوريا.

وتنبأ السفير الروسي، بأنّ الهجوم التركي سيشكل خطراً هنالك، مضيافً أنّ موسكو على خلافٍ كبير مع تركيا بالرغم من التنسيق بين البلدين.

وأوضح كوتراشيف، أنّ روسيا تدعم مشاركة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في صياغة حل سياسي في سوريا.

تصريحات السفير الروسي في العراق، والتراشقات الساسة إعلامياً بدى وكأن هنالك صدام سينفجر بين الروس والأتراك، في حين يرى مراقبون بأنّ الأمر سينحصر بصفقة ما بين الطرفين خلال قادم الأيام على مصلحة دم السوريين واستقرار مناطقهم.

اقرا أيضاً: الانتشار الروسي في القامشلي.. أهداف تتجاوز منع العمليّة العسكرية التركية

خدعة الحرب الروسية – التركية

كون العملية العسكرية تحتاج إلى مناخ سياسي، وانتصار في المعركة السياسية قبل الانتقال إلى الأعمال الميدانية، حيث أنّ مسار التفاهمات ومسار التفاوضات ومسار العملية العسكرية، هو طويل المدى.

وبما أنّ الانتقال إلى الأعمال العسكرية يصبح أمر واقع وحتمي عندما تغلق المفاوضات وتصبح النتائج المرجوة غير واردة، فتوقيت العملية تفرضه مسار التفاهمات السياسية.

وهنا الكاتب والباحث الروسي، ديميتري بريجع، أنّ نظرة اللامبالاة من قبل روسيا وتركيا تجاه الشعب السوري واضحة.

ويعتقد بريجع، خلال حديثه لـ(الحل نت)، أنّ احتمال تصادم تركي روسي وارد ولكن حدوثها يأتي لتحقيق مآرب أخرى، إحدى هي تجربة أسلحة البلدين من أجل تطويرها وتقويتها خصوصاً في سوق السلاح.

واعتبر الباحث الروسي، أنّ أي مواجهة صغيرة قد تكون كلعبة أساسية لصفقات أسلحة، ولكنها لن تندرج تحت مسمى حرب.

اقرأ أيضاً: تدخل روسي يمنع المعركة التركية شمال شرق سوريا

تصريحات المسؤولين لتحقيق أغراض سياسية

ويوضح بريجع، أنّ إحدى المخرجات من تصريحات المسؤولين الروس أو الأتراك هي لتحصين الأحزاب الحاكمة، حيث أنّ الحزب الروسي الحاكم استغل الحرب في سوريا ومواجهة الأتراك، لدعم موقفه داخل موسكو وبذلك يغلق المواضيع بما يخص المشاكل الاقتصادية.

ويرى الباحث الروسي، أنّ العلاقات التركية الروسية هي يعني حاليا هي جيدة، فالطرفان يحققان فائدة اقتصادية كبيرة، حيث أنّ الحكومة التركية تستفيد من السياح الروسي، ومن الاستثمارات الروسية، وفي المقابل تحقق موسكو فائدة من البضائع التركية.

https://twitter.com/Qussai_jukhadar/status/1449685038166069249?s=20

وتتخذ روسيا من العمليّة العسكرية التركية حجةً لزيادة نفوذها في شمال شرقي سوريا، وتحديداً الانتشار الروسي في القامشلي مؤخراً، وذلك بدعوة أنها تساهم في منع الأتراك من اجتياح المنطقة.

وتشير العديد من التقارير الصحفيّة إلى أن موسكو تسعى لأن تكون واجهة المفاوضات مع الأتراك، بشأن مناطق الشمال الشرقي في سوريا، على غرار مناطق شمال غربي سوريا.

وتصاعدت اللهجة التركيّة خلال الفترة الأخيرة، حول احتمالية القيام بعمليّة عسكريّة وشيكة للمعارضة السوريّة المدعومة من أنقرة بدعم مباشر من القوّات التركيّة في مناطق الشمال السوري، وتحديداً ضد قوّات سوريا الديمقراطيّة.

اقرأ أيضاً: هل ينجح بايدن بإبعاد شبح الحرب عن شمال شرق سوريا؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.