المحاولات الإسرائيلية لتغيير الحقيقة الثابتة منذ لحظة مقتل شيرين أبو عاقلة، لم يكتب لها الاستمرار؛ لأن نتائج التحقيق أكدت أن الجيش الإسرائيلي هو وراء مقتل الصحفية الفلسطينية.

في التفاصيل، أثبت تقرير “النيابة العامة الفلسطينية”، الخميس، أن جنديا إسرائيليا أطلق الرصاص عمدا على شيرين أبو عاقلة، “في عملية استهداف بالقتل”.

وبيّن التقرير وفق وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”، أن “الرصاصة التي قتلت شيرين أبو عاقلة، قطرها 5.56 ملم وتستخدمها قوات “حلف شمال الأطلسي” (..) وأن السلطة الفلسطينية لن تسلم الرصاصة لإسرائيل”.

التقرير أشار، إلى أن المقذوف الناري الذي أصاب رأس الصحفية أبو عاقلة، وأدى إلى “استشهادها”، من النوع المخترق للدروع، ويحمل خصائص تستخدم مع سلاح قناص.

نسخة من التقرير بيد الإدارة الأميركية

في السياق، قال أمين سر اللجنة التنفيذية لـ “منظمة التحرير الفلسطينية” حسين الشيخ: “إننا قمنا بتسليم نسخة عن تقرير النيابة العامة حول مقتل أبو عاقلة للإدارة الأميركية، وسيتم تسليم نسخة لكل من عائلتها ولقناة الجزيرة التي كانت تعمل فيها”.

الشيخ أضاف في مؤتمر صحفي، أن آثار المقذوفات النارية المتكررة في موقع “استشهاد” أبو عاقلة، تدلل على نية القتل، منوها إلى أن ذلك “يعززه استمرار جنود “الاحتلال الإسرائيلي” في إطلاق النار صوب كل من حاول الوصول إلى أبو عاقلة لإسعافها أو مساعدتها”.

 وقتلت شيرين أبو عاقلة، صباح 11 أيار/ مايو الجاري، برصاص الجيش الإسرائيلي إبّان ذهابها لتغطية الاقتحام الاسرائيلي لبلدة جنين في الضفة الغربية.

اخترت الصحافة كي أكون قريبة إلى الإنسان

شيرين أبو عاقلة

ولدت شيرين أبو عاقلة، في القدس عام 1971 وهي تنحدر من بيت لحم، ورحلت عن الدنيا وهي تبلغ من العمر 51 عاما، تاركة خلفها مسيرة 3 عقود من التغطية الصحفية للقضية الفلسطينية، منها ربع قرن مع قناة “الجزيرة” القطرية.

أنهت أبو عاقلة، دراستها الثانوية في مدرسة “راهبات الوردية” في بلدة بيت حنينا بالقدس، ثم حازت شهادة البكالوريوس في الصحافة المكتوبة من “جامعة اليرموك” في الأردن.

محطات شيرين أبو عاقلة

قبل نيلها البكالوريوس في الصحافة، التحقت الصحفية الفبسطينية بـ “جامعة العلوم والتكنولوجيا” الأردنية، لدراسة الهندسة المدنية، بناء على رغبة عائلتها.

وقالت شيرين في لقاء تلفزيوني سابق: “لم أجد نفسي في هذا التخصص، وبعد عام من دراسة الهندسة، انتقلت إلى “جامعة اليرموك”، ومنها حصلت على درجة البكالوريوس في الصحافة”.

بعد نيلها شهادة البكالوريوس في الصحافة المكتوبة، عملت شيرين أبو عاقلة في عدة وسائل إعلام محلية وعالمية، منها إذاعة “صوت فلسطين” وتلفزيون “عمان” وإذاعة “مونت كارلو”، والتحقت بقناة “الجزيرة” عام 1997، وبقيت فيها حتى رحيلها.

غطّت شيرين، الاجتياح الإسرائيلي لمدن الضفة الغربية عام 2002. وقالت عن تلك الأحداث: “لن أنسى حجم الدمار، ولا الشعور أن الموت كان أحيانا على مسافة قريبة، ورغم الخطر كنا نصر على مواصلة العمل”.

وعن اختيارها للصحافة أوضحت: “اخترت الصحافة كي أكون قريبة إلى الإنسان. ليس سهلا ربما أن أُغيّر الواقع، لكنني على الأقل كنت قادرة على إيصال ذلك الصوت إلى العالم”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.